لم تكن الأوطان يوماً إلا انعكاساً لبريق شعب , وتأصيلاً لروح الخوض في معركة الحياة المختلفة, مروراً بحصار أربعين رجلاً وصوت ركاب الخيل المرافق لهم إن هي جلبت على العدو
من عمر المجد سطّر التاريخ كلماته , فأعطى الوطن قيادة وقائد. وبعد 89 سنة , أَعطي فيها الوطن وأعطى أبناؤه له , نرى التاريخ يخطّ
من جديد وحي العلم والمعرفة يقودها شباب وطن أخذوا امثولة تاريخهم قدوة!, وحين يمرّ المرء ليرى فيبصر جهوداً تمثلت في مجالات الحياة المختلفة , حيث وجّهت الرؤية 2030 النظر للاهتمامات الشبابية , فنرى اليوم مملكتنا في ذكراها ، تستعرض إنجازاتها خلال عام أشبه بسباق مع الزمن، لذلك حريٌ بِنَا أن نحتفل بما تم إنجازه جميعه بفضل الله ثم بفضل الجهود المتواصلة من شباب وشابات الوطن للمضي قدمًا نحو تحقيق رؤية 2030.
احتفالنا بهذا اليوم يُنعش ذاكرتنا بما كانت عليه المملكة وبما أصبحت عليه؛ حيثُ أنها تُعد من أكثر الدول المواكبة للتطور والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام خصوصًا خلال الخمس سنوات الماضية، فاستحداثها لأنظمتها، وقراراتها، حتى هيئاتها كان ملحوظاً . ونتيجة لذلك أصبحت المملكة العربية السعودية إحدى الوجهات السياحية لكثير من الأشخاص، ووجهة للمستثمرين الأجانب، مما أدى إلى ارتفاع اقتصادها بشكل ملحوظ، وزيادة في فائض الميزانية.
حيث أن من أهم القرارات في وزارة العدل خلال السنة السابقة، استحداث وظائف نسائية بمسمى كاتبة عدل؛ لتمكين المرأة ومنح فرص متساوية للجميع، وإعمالًا لهذا الهدف والرؤوية الواحدة فأصدرت وزارة العمل قرارها بوضع ضوابط لتشغيل المرأة، بما يحفظ حقوقها وكرامتها، واعتمدت ميثاق مكافحة التحرش في بيئة العمل.
وكذلك لكون المملكة العربية السعودية دولة تسعى لتكون دولة متطورة؛ فمعظم قرارات وزارة العدل كانت تسعى للتحول الإلكتروني، حيث فعلت المصادقة الإلكترونية والاطلاع على صك الحكم إلكترونيًا، واعتمدت الوزارة التصديق الإلكتروني للوكالات، والعقد الإلكتروني للزواج. ومن جانب آخر أطلقت وزارة العمل برنامج توثيق العقود إلكترونيا، كما استحدثت وزارة الداخلية خدمة الاعتراض على المخالفات المرورية إلكترونيا، واهتمت المملكة بمشاكل التجارة الإلكترونية فأصدرت نظام التجارة الإلكترونية لحلها.
كما تقدمت المملكة في تحقيق أهداف رؤية ٢٠٣٠ باستحداث نظام المنافسات والمشتريات الجديد، والذي أدرجت فيه مواد لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وكذلك تقدّمت المملكة العربية السعودية في تقرير التنافسية العالمي للمرتبة 39، وهذا يعدّ ثمرة عمل تكاملي نحو بيئة أعمال وفق أفضل المعايير العالمية. بالإضافة إلى إنجاز عالمي جديد لبلادنا تمثل في تحقيق المركز 13 عالميًا والأول عربيًا من بين 175 دولة في المؤشر العالمي للأمن السيبراني الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات.
وبالثبات ذاته، تستمر المملكة العربية السعودية في مسيرة التطور والنجاح.. وتستحضر معنى أن تكون قائداً ومعنى أن تستشعر الوطن وعامًا بعد عام ستحقق المملكة جميع أهداف رؤيتها الرشيدة بإذن الله،
لتصبح في مصاف الدول المتقدمة والمؤثرة بتطورها وازدهارها في ظل جميع التحديات التي لا تزيدها إلا قوّة وإصرارًا على التقدم والنجاح.